وبذلك يصبح التفكير دالة للشخصية، فالفرد
بحاجاته ودوافعه وعواطفه وانفعالاته واتجاهاته وقيمه وخبراته السابقة
واحباطاته وإشباعاته، كل ذلك ينعكس على تفكيره ويوجهه، بل إن أسلوب الفرد
في التفكير كثيراً ما يتحدد بأسلوبه وسلوكياته في الحياة بصفة عامة.
وتعد الرياضيات وسيطاً مهماً لتنمية
مهارات التفكير المختلفة نظراً لما تتميز به من طبيعة خاصة، فمن حيث اللغة
تتميز الرياضيات بدقة التعبير والوضوح والإيجاز، ومن حيث البنية تتميز
الرياضيات ببنية استدلالية تعتمد على المنطق والمقدمات والدلالات الصحيحة،
وكمادة دراسية تتميز الرياضيات بتراكمية البناء إلى جانب اعتمادها على
التصور والتخيل وتكوين الصور الذهنية بما يحقق متعة لدارسيها.
ومن حيث ارتباطها بالعلوم الأخرى فلا يوجد
فرع من فروع المعرفة طبيعية كانت أم إنسانية إلا وتدخل فيه الرياضيات بشكل
أو بآخر، حتى أطلق عليها ملكة العلوم أو لغة العلم، ولقد تخطت مجال العلوم
الفيزيقية والهندسية، فنجدها في الطب والأعمال التجارية والعلوم
الاجتماعية والزراعية، وسيزداد انتشارها وتأثيرها على مستوى كبير بسبب
انتشار الحاسبات الإلكترونية واستخدامها في حل المشكلات وصنع القرار، ومن
حيث ارتباطها بثقافة المجتمع فالرياضيات ترتبط بشكل عميق بثقافة المجتمع
والعوامل المؤثرة فيها: اجتماعية، سياسية، اقتصادية، ولا يمكن دراسة أيهما
بمعزل عن هذا الارتباط، فدراسة العوامل تحتاج للرياضيات، ودراسة الرياضيات
تحتاج لتطبيقات متعددة من خلال تلك العوامل.
الأمر الذي جعل من أهم الاتجاهات الحديثة
المرغوبة في تعليم الرياضيات في القرن الحادي والعشرين اتجاه « تعليم
الرياضيات من أجل تنمية مهارات التفكير وأسلوب حل المشكلات».
لذلك أصبحت الرياضيات كمنهج تربوي، تتجلى
آلياتها وجوهرها وغاياتها في اكتساب شتى أنواع التفكير: الإبداعي، الناقد،
الاستدلالي،….إلخ, ولذلك فإن العلاقة بين الرياضيات ومجتمع المعرفة علاقة
وثيقة للغاية من منطلق أن كلاهما يسعى إلى تحقيق هدف مهم من أهداف التربية
وهو إكساب الطلاب أو المتعلمين أصول التفكير السليم … وللحديث بقية.
نقلا عن موقع رسالة الجامعة http://rs.ksu.edu.sa/46376.html
0 التعليقات: